السياسه فى باريس

لندن - كتب حميد غريافي:
قال
ديبلوماسي فرنسي في لندن امس انه بناء على نتائج زيارة وزير خارجيته برنار
كوشنير الى دمشق التي بدأها امس لمدة يومين, ولقائه الرئيس السوري بشار
الاسد, "قد يتوصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى عقد اجتماع قمة
رباعية في باريس الشهر المقبل تضمه الى الملك السعودي عبدالله بن
عبدالعزيز والرئيسين المصري حسني مبارك والرئيس الاسد كخطوة حاسمة لتتويج
التقارب البطيء الحاصل الآن خصوصا بين دمشق والرياض بانضمام القاهرة اليه
التي مازال رئيسها يقف على مسافة غير قريبة من السوريين الذين يعتبرهم
طعنوه في ظهره كما طعنوا السعوديين, ولانهم غير ميالين الى الابتعاد عن
ايران فقط مقابل تحسين الولايات المتحدة واوروبا والمحور العربي علاقاتها
مع نظام الاسد, بل هم يطالبون مقابل ذلك بانهاء صراعهم مع اسرائيل وسحب
قواتها من جولانهم المحتل".
واكد الديبلوماسي الفرنسي ل¯ "السياسة" ان
رئيس الديبلوماسية الفرنسية كوشنير سيبلغ الاسد "الاهمية القصوى التي
تعلقها فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي على مساهمته في التوصل الى حل شامل
لازمة الشرق الاوسط وعلى كل جبهاته الفلسطينية والسورية واللبنانية مرة
واحدة, وذلك باقناع زعماء قادة حركة حماس المقيمين في دمشق بضرورة انهاء
الانشقاق الفلسطيني كخطوة اولى وجوهرية للبدء بمفاوضات جدية وحاسمة بقيادة
الولايات المتحدة ومساهمة اوروبا ومصر والسعودية وسورية للتوصل الى حل
اقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية التي لها حظوظ كبيرة بالنجاح في
عهد باراك اوباما, والا اذا تراجعت تلك الحظوظ فان الامور ستبقى على
حالها, والشرق الاوسط سيستمر في احتقانه المخيف الذي من شأنه ان يؤدي الى
حروب جديدة".
واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده الا "يكون التقارب الخجول
بين دمشق والرياض حاليا كافيا لحل المشكلات المستعصية في المنطقة وخصوصا
في فلسطين ولبنان اذ ينقصه تقارب مهم آخر بين دمشق والقاهرة, وان كوشنير
سيبلغ الاسد اليوم في دمشق ان فرنسا جاهزة للعمل على ازالة العقبات بين
سورية ومصر عن طريق اقناع مبارك بالمشاركة في قمة ثلاثية معه ومع العاهل
السعودي بحضور الرئيس الفرنسي في باريس لاعادة اللحمة الى الصف العربي
المتصدع تمهيدا لموقف موحد مسهل للمبادرة الاميركية التي تدعمها اوروبا
لحل الدولتين في اسرع وقت ممكن".